شكا صرّافون في منطقتي رأس العين وتل أبيض السوريتين شرقي الفرات، من ضعف حركة سوق الصرف إضافة لعدد من الصعوبات التي تواجه عملهم وأهمها حالة عدم الأمان، كاشفين عن قرب إنشاء نقابة لضبط عمل الصرافين مع بداية العام القادم.
وقال أحد الصرافين العاملين في رأس العين لـ “اقتصاد”، إن “سوق رأس العين يعتبر من أضعف أسواق الصرف مقارنة بمناطق أخرى، وذلك بسبب قلة الليرة السورية”.
وأشار إلى أن عدد مكاتب الصرافة قليل جداً لا يتجاوز الـ 10 صرافين في المدينة، وأضاف موضحاً أنه “لا يوجد في رأس العين صراف بمعنى الصراف. وكلهم من أصحاب رأس المال القليل”.
وعن الصعوبات التي تواجه عمل الصرافين في المنطقة، قال مصدرنا إنه “من أبرز الصعوبات وبشكل عام ضعف حركة البيع والشراء، أي أن سوق الصرف ضعيف”.
وأشار مصدرنا إلى إقبال سكان المنطقة على شراء الليرة التركية والدولار من أجل شراء البضائع، معرباً عن توقعاته بأن تسيطر الليرة التركية على سوق الصرف، في حين أن الليرة السورية سيكون الطلب عليها خفيف جداً.
وبالتوجه صوب منطقة تل أبيض، فإن حال سوق الصرافة لا يختلف كثيراً عن سوق الصرافة في رأس العين، خاصة من ناحية حركة بيع وشراء العملات وتصريفها.
وقال أحد الصرافين العاملين في المنطقة لـ “اقتصاد”، إن “حركة سوق تل أبيض بالنسبه للصرف تنشط أول أسبوع من استلام الراتب فقط، ومن بعدها تتراجع بشكل تدريجي حتى تصبح ضعيفة جداً”.
وعن الصعوبات التي يواجهها العاملون في مجال الصرافة أوضح مصدرنا أن الصعوبات تتمثل بتقلبات الصرف السريعة.
وفي رد على سؤال فيما إذا كان هناك جسم اقتصادي يمثل قطاع الصرافة في المنطقة قال مصدرنا إن “السوق حرّة، وكل صراف يمثل نفسه، في حين يوجد في المنطقة أكثر من 10 مكاتب صرافة تقريباً”.
وفيما يخص التعامل بالليرة السورية في تل أبيض قال مصدرنا إن “الناس بشكل عام لم يعودوا يحتفظون بالعملة السورية، وفي المستقبل فإن التداول في السوق سيكون بالليرة التركية”.
صراف آخر يعمل بين تل أبيض ورأس العين ذكر لـ “اقتصاد” أن “من أبرز الصعوبات هي توفير العملة الأجنبية، كوننا نشتري في المنطقة بالعملة السورية والتركية، ونرسل إلى تركيا لتأمين العملة الأجنبية، إضافة لتقلبات الصرف الحادة”، مضيفاً أن “من المشاكل الأخرى هي عدم توافر الأمان خاصة للعاملين في مجال الصرافة”.
وكشف مصدرنا أنه “في مطلع العام القادم هناك خطة لتشكيل نقابة للصرافين تكون مظلة لحمايتهم والدفاع عن حقوقهم”.
وفيما يخص وضع الليرة السورية في المنطقة أوضح مصدرنا أن “السكان لا يثقون بالعملة السورية، وفور توافر أي مبلغ لديهم فإنهم يسارعون إلى شراء التركي أو الدولار، وبدأ الناس يدركون مدى خطر تخزين العملة السورية”.
وعن مستقبل الليرة السورية أكد أنه “حال الليرة السورية يتجه نحو الأسوأ بسبب حالة عدم الاستقرار، ومن المتوقع أن يصل سعر الصرف إلى 3000 ليرة سورية للدولار الواحد في بداية رأس السنة القادمة، في حين أن الليرة التركية تشهد استقراراً ملحوظاً مقارنة بالليرة السورية”.
وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور “عبد الحكيم المصري” قال لـ “اقتصاد”، إن “منطقة تل أبيض ورأس العين تعتبر منطقة مغلقة والحركة التجارية فيها قليلة، وعدد السكان قليل جداً لا يتجاوز 150 ألف نسمة، لذلك الحركة التجارية بشكل عام منخفضة”.
وأضاف أن “الدخل بالليرة السورية قليل في المنطقة وأغلبه بالليرة التركية، وأيضاً جميع الفلاحين باعوا محاصيلهم بالليرة التركية، ولم يكن هناك داعٍ لوجود حركة كبيرة لمكاتب الصرافة”.
ورجّح “المصري” تحسن العجلة الاقتصادية والعمليات التجارية في الفترات القادمة، في حال كان هناك تحرك للمنظمات وفتح مشاريع استثمارية، وبالتالي من الممكن أن تتحرك مكاتب الصرافة قليلاً، وفق وصفه.