طالب الرئيس اللبناني “ميشال عون” من محافظ البنك المركزي، أمس الأربعاء، بفتح تحقيق في المضاربة على العملة، بعد أن هوت الليرة اللبنانية إلى مستويات قياسية في السوق السوداء هذا الأسبوع ، مما أدى إلى احتجاجات في البلد المنكوب.
وجاء طلب “عون” بعد مطالبة السلطات البنوك في البلاد بزيادة حيازاتها الرأسمالية بحلول 28 فبراير شباط، وذكرت وسائل إعلام محلية أن البعض اضطر إلى التدافع للحصول على العملة الصعبة من السوق السوداء، مما أدى إلى ارتفاع الطلب عليها وارتفاع أسعارها.
في حين أن سعر الدولار الأمريكي رسميًا لا يتجاوز 1520 ليرة لبنانية، فقد بلغ سعره في السوق السوداء حوالي 9900 ليرة يوم الأربعاء – بعد يوم من تسجيله لفترة وجيزة أعلى مستوى قياسي عند 10 آلاف ليرة. قبل بضعة أشهر فقط كان يمكن شراء الدولار بسعر 7 آلاف ليرة.
وفي بيان أصدره مكتبه بعد لقاء محافظ البنك المركزي “رياض سلامة”، قال “عون” إنه إذا تبين أن الانهيار كان بسبب مضاربين، فينبغي أن يواجهوا العدالة. أغلق المتظاهرون الغاضبون من ارتفاع أسعار السلع المقومة بالدولار، الطرق والطرق السريعة بإطارات مشتعلة في جميع أنحاء البلاد.
ونفت جمعية البنوك اللبنانية مسؤوليتها عن الوضع، وألقت باللوم على الأزمة السياسية العالقة، وتراكم التعاقدات الحكومية غير المسددة، واكتناز الدولارات في المنازل.
وخلفت صراعات الخصوم السياسيين في لبنان البلاد في مأزق منذ شهور، مما أدى إلى تفاقم الكارثة الاقتصادية التي أشعلتها أزمة الديون وعدم القدرة على السداد العام الماضي. وأدت الخلافات بين “عون” ورئيس الوزراء المكلف “سعد الحريري” إلى تأخير تشكيل الحكومة لأكثر من أربعة أشهر.
وعانى لبنان من أزمة تلو الأخرى، مع اندلاع احتجاجات واسعة النطاق ضد الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد في تشرين الأول 2019. وتفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا والانفجار الهائل في ميناء بيروت في آب الماضي الذي دمر المرفق.