بائسة هي القصيدة الشهيرة (عباس وراء المتراس) للشاعر العراقي الكبير أحمد مطر، فزائر عباس، اللص، لم يعد وحيداً، فصحبه قدموا فرادى وزرافات من أعالي النيل وفارس والأناضول وسيبيريا، جهاراً نهاراً وبدون متراس، وولج اللصوص، كل اللصوص، البيت وكل ما ومن فيه.
أما عباس الذي اعتاد صقل سيفه، كذباً، فلم يتخلّ عن الكذب، إنما تخلى عن عادة صقل السيف، وكذا تخلى عن تلميع شاربه، فلم يعد هناك شارب أصلا. ما عاد يجدي ضرب الأخماس بالأسداس، فالمسألة لم تعد ضفة مسروقة، بل ضفاف وأنهار وخلجان وجبال وهضاب على امتداد التراب من الجولان إلى جبال الأطلس، ربما يحتاج تعدادها إلى أطلس.. برقيات التهديد، أيها الشاعر الكبير، باتت بث مباشر، وتغريدات ترحيب باللصوص.
المعذرة من اللصوص، فالسرقة هي الأقل قذارة بين أفعالهم، ثم وهل يسرق السارق ما يملكه؟ هم يملكون المزرعة وبشرها وبقرها وحميرها ونواطيرها، ويملكون حتى الفزاعات التي لم توضع لإخافة الطيور، بل لبث الرعب في قلوب الشعوب.. يقال إن أبشع هذه الفزاعات، فزاعة دمشق.
وحتى الذخيرة التي كان يلملمها، عباس وأمثاله من العبابسة، مازاد منها عن حاجة قتل الناس، هي الآن بأيدي من يحرسون اللصوص أثناء اغتصابهم لزوجة عباس، ليس خوفا، بل من أجل طمأنينتهم، فلم يعد هناك من يخشونه، فالناس ابتلعتهم القبور، ومن لم تصبه سهام المنون، أضحى بين تائه في دوامة الجوع يدور حول رغيف كان مدوراً، وآخر، تائه أيضاً، لا يستطيب الاستماع إلا إذا فتح فمه وأرخى بقية الأعضاء، فربما تُعجل هذه الحركة من كرامة يبثها شيخ يحدث الدجاج ويروي حكاياته التي تشبه فيلم “التيتانيك”، شيخ يجاهد في منامه، ويتزلف في يقظته، ومن نجا منه تلقفه آخر يدعو إلى سبيل ربه بفتوى “اضرب بالرأس”.
أما من ابتلعتهم بلدان ما وراء البحار، فهناك اكتشفوا أن مأساة زوجة عباس وأطفالها القتلى، الذين نسيت أين دفنتهم، كانت عدم معرفتها بـ”النسوية” و”الجندرية” و”المثلية” وربما الشؤون الدستورية أيضاً، ومنهم من اكتشف “دينه”، فتراه يأكل ويشرب من مال دافع الضرائب، الذي يعتبره ربويا، ويريد أن يقيم دولة الإسلام في باريس.. أما ما اكتشفه الأوروبيون فهو أن لكل مواطن سوري، عشرة صحفيين.
ومن بين كل ما سبق يبقى هناك “إلا من رحم ربي” وربي أعلم بمن رحم.
عباس وراء المتراس
يقظ منتبه حساس
منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضاً، منتظرا محتضناً دفه
بلع السارق ضفة
قلب عباس القرطاس
ضرب الأخماس بأسداس
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس
ومضى يصقل سيفه
عبر اللص إليه، وحل ببيته
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه
صرخت زوجة عباس: ” أبناؤك قتلى، عباس
ضيفك راودني، عباس
قم أنقذني ياعباس”
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : “عباس، الضيف سيسرق نعجتنا” ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك ياعباس” ؟”
يقظ منتبه حساس
منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضاً، منتظرا محتضناً دفه
بلع السارق ضفة
قلب عباس القرطاس
ضرب الأخماس بأسداس
بقيت ضفة
لملم عباس ذخيرته والمتراس
ومضى يصقل سيفه
عبر اللص إليه، وحل ببيته
أصبح ضيفه
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه
صرخت زوجة عباس: ” أبناؤك قتلى، عباس
ضيفك راودني، عباس
قم أنقذني ياعباس”
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته : “عباس، الضيف سيسرق نعجتنا” ،
قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،
أرسل برقية تهديد ،
فلمن تصقل سيفك ياعباس” ؟”