أكد المفكر العربي “عزمي بشارة” على أن نظام الأسد يواجه واقعا اقتصاديا صعبا، مشيرا إلى أن البلاد تعيش نوعًا من المجاعة لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى، وهناك أناسٌ ماتوا من البرد.
جاء ذلك في حلقة تفاعلية خاصة أمس الثلاثاء أجراها مدير “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” عبر شاشة تلفزيون “العربي” تناولت الشأن السوري والعربي.
وقال بشارة إن “النظام اتخذ شعبه رهينة، وأن حل الأزمة السورية يبدأ بإرغام هذا النظام على تقديم تنازلات”، مضيفا أن “العقوبات المفروضة حالياً من جهة تضرّ بالشعب، ومن جهة ثانية فإن رفعها يفيد النظام الذي اتخذ شعبه رهينة، فللمرة الأولى في سوريا منذ الحرب العالمية الأولى، هناك مجاعة حقيقية والنظام لم تعد لديه أية مصادر اقتصادية”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا وإيران تستطيعان دعم النظام ماديًا إلى ما لا نهاية، أكد بشارة، على أنه “لا شيء بلا نهاية، حتى عائلة الأسد”.
وأضاف أن “الدعم الروسي والإيراني ليس ماديًا بل عسكري، والوضع الاقتصادي نتيجة للعقوبات سيئ جدًا إلى درجة أن هناك نوعًا من المجاعة لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى، وهناك أناسٌ ماتوا من البرد، وهذا في ظل النظام وفي مناطق المعارضة”.
وشدد على أن “الألم يعتصرنا لأن العقوبات تضر بالشعب، ورفعها يُعيد الشرعية للنظام، هذا نظام أخذ شعبه رهينةً، لكنه سينتهي مع انتهاء قدرته على الصمود”.
وتابع: “عدد القوى المتورّطة في الحياة السياسية السورية كبير، وليس بينها أي توافق على مستقبل البلد، بينما تم تحييد الشعب السوري.
هناك مثلًا نفاق روسي كبير في تسهيل قصف سوريا من قبل إسرائيل، والتنسيق معها عندما تقصف الإيرانيين، وفي الوقت نفسه ينسق الروس مع إيران. ومن جهة ثانية، هناك عداء بين روسيا وتركيا لناحية أن الأولى تدعم النظام والثانية تدعم المعارضة، لكن في مناطق أخرى تتعاون الدولتان”.
وفيما يتعلق بالمعارضة السورية رأى أن “الوهم غير المعلن لدى المعارضة في البداية بأن تدخلًا خارجيًا سيقع بسبب ذهاب النظام بعيدًا في القمع كان وهمًا قاتلًا”، مشيرا إلى أن “المعارضات السورية بات لها تبعية مع دول أخرى، بينما حُيّدت المعارضة الوطنية المستقلة.
وقال: “إن هذه القوى المعارضة إما أسيرة للعبة الوقت أو التبعية للدول”، لافتا إلى أنه “بعد الثورة والتحرّر، بات هناك صعوبة في العمل المؤسسي، كأن بركانًا انفجر من الحساسيات والضغائن والنرجسيات، فهناك مناضلون أشداء أمضوا وقتًا في السجون والمنفى وكانوا غير قادرين على العمل سوية، ناهيك عن الفصائل المسلّحة ولوردات الحرب” الذين وصفهم بـ”المسخرة المستمرة” التي لن تؤدي إلى شيء، بل تمنع الحلول وإقامة الدول وبناء الديمقراطية.
وراهن “بشارة” على تحرر الإنسان السوري وانفتاح الآفاق للملايين ممن فروا من سوريا، مشيرا إلى أن “الضوء الوحيد في آخر النفق هو أن الإنسان السوري تحرّر وانفتحت الآفاق للملايين ممن خرجوا من سوريا، وبات هناك شتات سوري آمل أن يصير فاعلًا، وأن يقيم ما يشبه منظّمة أو مؤتمرًا وطنيًا أو مؤسسة قادرة على طرح قضية السوريين”.