استجابت السلطات التركية لمناشدات إدخال الطفل الرضيع “نديم عبد الحي” شهرين الذي يعاني من آفة استقلابية وتلفاً في الدماغ والكليتين ونزيفاً في المعدة -وفق تشخيص الأطباء- وتم إدخاله إلى أحد مشافي أنطاكية أول أمس (الأربعاء) لتلقي العلاج اللازم وكانت حالته تستدعي الإخراج إلى تركيا لعدم وجود علاج له في مشافي الشمال السوري.
وولد الطفل نديم قبل شهرين في سرمدا حيث تعيش عائلته النازحة من مدينة الأتارب، ومنذ أسبوع تحولت صحته فجأة من الطبيعية إلى المرض الشديد مجهول الأسباب -كما يروي والده محمد عبد الحي لـ”زمان الوصل”- مضيفاً أنه عرض ابنه وهو أخ لثلاث بنات على العديد من الأطباء والمشافي في ريف إدلب فأكدوا إصابته بآفة قلبية استقلابية كبدية بشكل مفاجىء ودون وجود قصة مرضية.
واطلعت “زمان الوصل” على تقرير طبي صادر عن مشفى الرازي في سرمدا بريف إدلب يشخّص حالة الطفل بنزف هضمي، وأشار التقرير إلى أن الطفل لم يكن يعاني من سوابق مرضية تُذكر وتم قبوله في العناية المركز سبب حالة تغوط وإسهال مدمى وشك إنغلاق واختلاج فعال تم ايقافه وعلاجه بالتدخل الدوائي.
وأكد محدثنا أن هذه الحالة أثرت على عدد من أعضاء جسمه ومنها الدماغ والكبد، وأضاف أن الأطباء الذين تم عرضه عليهم لم يتمكنوا من معرفة أسباب هذا المرض داخل جسمه وهو بحاجة لأخذ خزعة من الأمعاء وتحليلها في تركيا حصراً ومتابعة علاجه هناك أو في مشفى الأطفال في دمشق ولكن هذا أمر صعب في ظل ظروف الحرب.
وكشف والد الطفل أنه تواصل مع المكتب الطبي في معبر باب السلامة الذين تواصلوا بدورهم مع الجانب التركي للحصول على موافقة دخوله ولكن الأتراك-كما يقول- رفضوا في البداية إدخاله لأنه لا يدخلون إلا حالات حديثي الولادة بسبب اكتظاظ المشافي التركية بمرضى فيروس “كورونا”، ولكنهم وافقوا فيما بعد على إدخاله بواسطة طاقم طبي تركي بمرافقة والدته.
وكانت تركيا أغلقت معابرها الحدودية مع سورية في أيار الماضي، ضمن الإجراءات الوقائية ضدّ كورونا، ما منع معظم مرضى شمالي غرب سوريا الراغبين في الدخول إلى تركيا للعلاج من ذلك.