بعد ظهوره على قناة “الجزيرة” من خلال برنامج “الإتجاه المعاكس” بتاريخ 8/12/2020 ليتحدث عن الوضع المعيشي في سوريا ونظام الأسد المتهلهل تحركت الأجهزة الأمنية لاعتقال عدد من أفراد عائلة المعارض السوري “عبد الرحمن الصالح” في طرطوس ودمشق ومنهم شقيقه وعمه وعمته لمعرفة داعميه ومكان تواجده وتوجهات عائلته السياسية وكيف تواصل مع الإعلامي “فيصل القاسم”.
ويقول “الصالح” المنحدر من مدينة طرطوس 1991 لوالد دمشقي من أصل تونسي ووالدته من اللاذقية لـ”زمان الوصل” إنه درس في الثانوية البحرية في اللاذقية وبعدها التحق بالجيش عام 2010 وانشق في العام 2012. وكشف “الصالح” الذي يعيش في ولاية كولن (شمال الراين) أنه بقي متخفياً في اللاذقية حوالي السنة عن مخابرات النظام إلى حين أُتيحت له فرصة الخروج من المدينة ولجأ إلى جبال الساحل -كما يقول- مضيفاً أنه تعرض لإصابة بليغة – بمدينة “سلمى” بريف اللاذقية في آب أغسطس/2013، ولا زال يعاني منها إلى الآن، وبعد إصابته توجه “الصالح” إلى عدة مشافٍ ميدانية، ولكن الوضع الطبي لم يكن جيداً، حيث أجرى العديد من العمليات لم ينجح منها إلا القليل، فتوجه بعدها إلى تركيا حيث أجرى عدة عمليات جراحية وبعدها توجه عن طريق مدينة “مرسين” إلى إيطاليا بحراً ومنها انتقل إلى ألمانيا.
وحول قصة ظهوره في برنامج “الاتجاه المعاكس” واللغط الذي حصل بخصوص مكان تواجده ما بين اللاذقية وألمانيا روى الناشط الذي يدرس الاقتصاد وعلم الاجتماع في جامعة “كولونيا” أن صديقاً له على معرفة شخصية بالدكتور “فيصل القاسم” رشحه للحديث عن الوضع المعيشي في سورية في البرنامج بمواجهة أحد أبواق النظام المدعو “شريف شحادة” وبعد بث الحلقة التي كانت عبر تقنية الأقمار الصناعية فوجئ باللغط الذي حصل لكون “الجزيرة” كتبت تحت صورته عبارة “من اللاذقية” وهو خطأ غير متعمد استدعى الدكتور القاسم لكتابة مقال في موقع “مدى بوست” يوضح فيه الأمر.
وعن ردة فعل الأجهزة الأمنية في سوريا حيال كلامه القاسي عن النظام كشف محدثنا أن هذه الأجهزة وخاصة في اللاذقية تحركت بعد يومين لاعتقال أقاربه في طرطوس، ومنهم عمه وعمته وشقيقه المقيم في دمشق رغم أن صلة التواصل معهم مقطوعة منذ عام 2011.
وروى المصدر أن قريبة له أخبرته عن طريق طرف ثان بما حدث، وبدأت المضايقات من الوسط الاجتماعي والتضييق الشديد من الأمن عليهم.
وأشار إلى أن قريبته المذكورة خرجت بعد يومين من التوقيف التعسفي مع أختها وطلبوا منهما مراجعة الفرع كل فترة، ونوّه إلى أن أقاربه المعتقلين ليسوا في سن يحتمل الاعتقال فجميعهم تعدوا الستين من أعمارهم باستثناء شقيقه، وتم اعتقالهم -كما يقول- بالتتابع، وهذا يدل أن هذه العملية الأمنية واسعة ولن تتوقف عند من تم اعتقالهم، علماً أن أقاربه المعتقلين من طرطوس وينحدرون -كما يقول- من البيئة الموالية وهم خرجوا سابقاً تأييداً لسلطة الأسد ودعموه حتى في أعماله العسكرية وهناك اختلاف سياسي دفعهم إلى التبرؤ من “الصالح” حتى من قبل ظهوره على شاشة “الجزيرة”.
وعبّر “الصالح” عن أسفه واعتذاره إن كان تسبب لأقاربه بأي أذى جسدي أو معنوي، ولكنه لا يعتذر عما قاله في البرنامج نهائياً، لأن ذلك جزء من مبادئه وقناعاته التي لا يحيد عنها أبداً، مضيفاً أن المطالبة بأفراد عائلته هي لمجرد صلة الدم والمطالبة الفعلية هي لإخوة العقيدة والمنهج الإنساني والسياسي المغيبين في سجون النظام السوري منذ عام 2011.
وتساءل “الصالح”: “هل يجب أن يكون المواطن السوري قد خُلق في ملجأ للأيتام حتى يستطيع التعبير عن رأيه دون خوف على أقاربه ولو كانوا من الدرجة العاشرة؟”.
وكانت “الكتلة الوطنية” التي ينتمي لها “الصالح” قد طالبت المنظمات الحقوقية والدولية الضغط على الدول الفاعلة للسعي في إطلاق سراح المعتقلين السوريين دون قيد أو شرط وليس بأسلوب العفو المتبع فهم ليسوا مجرمين حتى يطلق سراحهم بعفو أو تسوية وضع، فهذا إقرار بجرائم لم ترتكب.