تقرير.. بايدن يدرس موقف أمريكا من سوريا فيما يسعى بوتين لتحقيق مكاسب

ذكرت وكالة أمريكية أنه في الوقت الذي تدرس فيه إدارة “بايدن” دور أمريكا في الصراع السوري الدائر منذ 10 سنوات، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى النأي بنفسها عن حروب الشرق الأوسط، كان وزير خارجية “فلاديمير بوتين” مشغولًا بالفعل على الأرض، في محاولة لكسب الدعم لخطة جديدة بشأن سوريا يمكن أن تعزز موقف روسيا كوسيط للأمن والقوة في المنطقة.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها إن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تحدد بعد كيف تخطط للتعامل مع سوريا، التي باتت مجزأة بين ستة جيوش – بما في ذلك القوات الأمريكية – نتيجة الحرب التي أدت إلى مقتل وتشريد الملايين، وصراع تخوضه أطراف متعددة مثل الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة وغيرها من الجماعات المتشددة الراغبة في استخدام سوريا كقاعدة.
وأضاف التقرير أن التعامل مع الحرب السورية سيشكل اختبارا لرغبة إدارة بايدن في التركيز على آسيا وليس الشرق الأوسط. ففي حال قلصت الولايات المتحدة وجودها، فإن روسيا وخصوم الولايات المتحدة الآخرين يقفون على أهبة الاستعداد للتدخل وتعزيز مكانتهم الإقليمية ومواردهم، موضحة أنه من هنا جاءت جولة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في الشرق الأوسط هذا الشهر.
ولفت إلى أن “لافروف” كان واقفا بجانب وزير خارجية دولة الإمارات، الحليفة لواشنطن، عندما وجه رسالة تتماشى مع موقف موسكو بأن العقوبات الأمريكية على النظام تعيق الجهود الدولية لإعادة إعمار سوريا، فيما قال الشيخ “عبد الله بن زايد آل نهيان” إن الوقت قد حان لعودة سوريا مجددا إلى الحظيرة العربية.
ونقل التقرير عن “فريدريك هوف”، الذي عمل مستشارًا ومبعوثًا أمريكيًا لسوريا في إدارة أوباما قوله: “بعبارة أخرى، رسالة روسيا هي أن الحرب في سوريا انتهت، الأسد انتصر، الأسد سيبقى في السلطة طالما أنه يتنفس”.
وأشار “هوف” إلى أن هناك جزءًا غير مذكور من الرسالة، وهو أن روسيا تؤكد عند إعادة إعمار سوريا، وتضع نفسها كوسيط لإدارة التهديدات الأمنية التي تشكلها سوريا للمنطقة.
وبين التقرير أن “هوف” و”جيمس جيفري”، الدبلوماسي المحترف الذي عمل في ظل إدارات جمهورية وديمقراطية وعمل مبعوثًا للرئيس “دونالد ترامب” إلى سوريا، شددا على ضرورة بقاء الولايات المتحدة في البلاد، مستشهدين بطموحات روسيا.
ونقل التقرير عن “جيفري” قوله: “إذا كان هذا هو مستقبل الأمن في الشرق الأوسط، فنحن جميعًا في ورطة. هذا ما يسعى إليه بوتين ولافروف”.

وأشار التقرير إلى أن إدارة “بايدن” تقوم بمراجعة ما إذا كان ينبغي اعتبار سوريا واحدة من أهم مشاكل الأمن القومي لأمريكا. ولم تظهر أي علامة على القيام بذلك حتى الآن، على الرغم إبراز الرئيس “جو بايدن” بعض مشاكل الشرق الأوسط الأخرى كأولويات – بما في ذلك حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني، الذي عين بايدن مبعوثين لهما – لكن موقفه بشأن سوريا لم يتجاوز عتبة التصريحات.

Recent posts