عاد ابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف، للكتابة من جديد، مقدما نفسه بصفة “خادم العباد”، وداعيا إلى اعتماد مبدأ “سوريا لكل السوريين”، قبل أن يختم بكلمات تنهج نهج المقامات في السجع، محذرا فيها ابن خاله من مرارة الظلم.
“مخلوف” تعرض كالعادة بالنقد للفساد الذي كان وما يزال أبرز رموزه، وشنع على “تجار الحرب” الذين استخدموا “أساليب سلطوية ترهيبية تخريبية للسيطرة على الاقتصاد السوري”، متجاهلا أنه كان وما يزال في مقدمة هؤلاء السلطويين المخربين، بل كبيرهم الذي خط لهم نهج الأتاوات وفرض الشراكات القسرية على كل مستثمر، سواء كان سوريا أو غير سوري.
وفي بداية كلامه صور “مخلوف” نفسه كأحد أعمدة الاقتصاد السوري، ولاعبا أساسيا في “الازدهار الاقتصادي”، قائلا إنه افتتح مع مستثمرين صناعيين وتجار “أهم المشاريع وشغلنا من خلالها مئات الألوف من العمال والموظفين، مما قاد البلاد إلى توازن اقتصادي متميز وبالتالي معيشة كريمة للمواطن”.
وانتقل “مخلوف” للحديث عن تجار الحرب الذي خربوا جهوده وجهود أمثاله “مدعومين بغطاء أمني مرعب”، معقبا: “ولم يبق حينها إلا قلة القلة من رجال الأعمال ونحن من بينهم، والذي كنا نعلم عواقب بقائنا وقبلنا التحدي لأننا مؤمنين بالله وواثقين أننا على حق وأن مهمتنا خدمة أهلنا والتشبث بأرضنا التي هي بمثابة أُمِّنا”.
وكحاله من يوم أن صار منبوذا من النظام، وبالتحديد ابن خاله بشار وزوجته أسماء، مضى “مخلوف” محاولا ترسيخ صورة المصلح المشفق على البلاد وأهلها، الناصر للحق والرافض للظلم، منوها “أنه لا مجال لإصلاح الوضع الراهن ووقف الانهيار الحاصل إلا بإيقاف كل الآليات المتبعة من تجار الحرب، والعودة للعمل الجماعي، ومحاسبة أثرياء الحرب وكل الفريق الداعم لهم، ومنع الأجهزة الأمنية من التدخل في حياة المواطن اليومية واقتصار دورها على القبض على العملاء والمخربين ومكافحة الإرهاب وتجار الممنوعات، ودعوة كل من غادر سوريا منذ بداية الحرب وأثنائها للعودة إلى حضن الوطن مع فتح باب التشاركية الحقيقية وتوفير الحماية والرعاية اللازمة لهم وإعادة كل الأملاك التي سلبت منهم بطرق غير شرعية وغير قانونية، وطوي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تحت راية: سوريا لكل السوريين”.
وعلى طريقة المقامات الركيكة ختم “مخلوف”: “وقد راودتني رؤية ويفترض بي إعلان مفادها:
أن الوقت قصيرْ والوضع خطيرْ والظلم مريرْ واغتصاب أملاك الناس أمر مثيرْ وإهمال الفقراء ذنب كبيرْ فليبادر الأميرْ لإصلاح هذا البلد الضريرْ ومعالجة يد الكسيرْ وحل مشكلات هذا البلد الفقيرْ فإن لم يفعل باليسيرْ فسيفوته حظ وفيرْ وسيفعل الرب القديرْ”.