تحافظ بعض طقوس المائدة الرمضانية على حضورها رغم غلاء الأسعار وتراجع الوضع المعيشي لعشرات الأهالي في إدلب، حيث اختُصرت الأطباق التي كانت تتواجد على سفرة الإفطار في رمضان.
ولكن “المعروك” وهو الحلوى المحببة التي تزين مائدة رمضان، ظل حاضراً. “لا أجد أجواء رمضان دون رائحة المعروك”، يقول “حامد” وهو يتجول بالسوق قبيل الإفطار، مضيفاً: “غلاء سعر المعروك جعلني أقلل الكمية، ولكن اشتريت على أي حال”.
ويقول “مازن” أنه لا يذكر أنه اشترى “المعروك” إلا في شهر رمضان، موضحاً: “الوضع في هذا العام مختلف، حتى المعروك يجب أن تسأل على سعره وتبحث عن الأرخص ثمناً”.
صنعه منزلياً
“رغم ارتفاع سعره، فلن أغيبه عن المائدة”، يقول “أبو يوسف” الذي قرر أن يجلب لوازم صنع “المعروك” لزوجته التي تعلمت الطريقة من إحدى قنوات اليوتيوب.
يقول “أبو يوسف” إن تكلفة صنعه في المنزل لم تتجاوز نصف سعره جاهزاً.
وعن المكونات التي اشتراها “أبو يوسف”، أوضح: “قمت بإحضار نصف كيلو طحين بـ ٢ ليرة تركية تقريباً، وأقل من نصف كيلو سكر -الكيلو بـ ٥ ليرات-، وكأس حليب وبعض المكملات الأخرى بما لا يتجاوز ٣ ليرات”.
ويقول: “بهذه التكلفة استطعنا أن نصنع ٧ قطع معروك مقارنة بسعر القطعة الجاهزة التي تُباع بـ ٣ ليرات تركية”.
ولتخفيض التكلفة قدر المستطاع، استغنى “أبو يوسف” عن بعض المنكهات أو الإضافات التي تحتاجها عجينة المعروك، ولا تتوفر في منزله، كالزبدة والمحلب وغيرها.
المعروك الجاهز
“أبو النور”، صاحب مخبز معروك، قال لـ “اقتصاد” إن معظم الزبائن تشتكي من أسعار قطع المعروك حيث تراوحت أسعارها بين ٣ إلى ١٥ ليرة تركية لقطعة واحدة من المعروك السادة.
ويقول “أبو النور”: “ارتفاع أجور التكلفة من طحين وحليب وزبدة وغيرها أدت لزيادة سعر المعروك”.
موضحاً أن “الزبون يحسب سعر التكلفة ويقارنها بسعر المواد التي يشتريها ليصنع المعروك بالبيت، ولكن يغيب عن ذهنه تكلفة الغاز اللازم لتشغيل الفرن، والمحروقات التي تعمل عليها مولدة الكهرباء، وكلها تضاف إلى التكلفة”.
وتبقى بسطات ومحال بيع المعروك ناشطةً في محافظة إدلب رغم أنها لم تحظَ بالإقبال الذي تشهده عادةً في الموسم الرمضاني، وتنتشر على الأرصفة والشوارع العامة وأصوات الباعة تصدح حتى قبيل أذان المغرب بـ “قرب ع المعروك التازة”، “قرب يا صايم”.