أثارت مخالفات سير صادرة عن “قوات الشرطة والأمن العام” في مدينة “مارع” بريف حلب الشمالي، ردود أفعال غاضبة لدى الأهالي ورواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً تظهر ضبط مخالفة سير صادرة عن قسم مرور شرطة مدينة “مارع”، بحق أحد المدنيين لعدم وضعه حزام الأمان أثناء قيادته لسيّارته الخاصة ضمن حدود المدينة، بالإضافة إلى صورةٍ مخالفةٍ أخرى جرى تحريرها بحق سائقٍ آخر بسبب تصاعد الدخان المتصاعد من سيّارته، الأمر الذي تسبب بحالة غضب واستياء بين أوساط المدنيين في عموم ريف حلب المحرر.
واستغرب كثير من الأهالي والناشطين مثل هذه الخطوة التي لاتجدي أي نفع لضبط حوادث التفجيرات المستمرة التي تشهدها مناطق مختلفة من ريفي حلب الشمالي والشرقي، والتي أصبحت هاجساً يؤرق حياتهم اليومية في المنطقة.
وتعقيباً على ذلك علّق الناشط “عمار نصار” في منشور له عبر حسابه في موقع “فيسبوك”، بالقول “في بلدي يُخالف من لا يضع حزام الأمان، ويفلت من يَضع حزاماً ناسفاً، ويخالف من يتصاعد دخان سيّارته، لأنها تسير على الديزل الرخيص، وخلفها يتصاعد دخان انفجار سيارات مفخخة، ولا يُخالف من يُدخلها ويقبض غالياً رسوم دخولها”.
بدوره تساءل “سعد الأسعد” هو الآخر عبر حسابه الشخصي، بالقول “هل يعلم من حرَّر هذه المخالفة أننا لا نربط حزام الأمان كي يبقى لدينا أمل بالنجاة عندما تنفجر سيّارة مفخخة أمامنا، أو نستطيع الهروب إن تعرضنا لمحاولة اغتيال؟”.
وأضاف “هل يعلم أيضاً أن دُخان السيّارات التي يخالفنا لأجلها أخفُ على البيئة والرئتين من دخان المفخخات التي تحول أشلاءنا إلى قطع فحم مشتعلة؟ هل هكذا يتم التصدي للمفخخات والخلايا الإرهابية في المناطق المحررة؟”. حسب تعبيره.
فيما ذهب “محمد أبو الخير” أحد قاطني مدينة الباب إلى القول “المخالفات الصادرة أبعد ما تكون عن الواقع، لأنّ المنطقة غير مستقرة وغير آمنة، وأغلب قاطنيها ممن هم على خط الفقر أو دونه، هناك مواضيع أهم على المعنيين حلها وتأمينها للسكان، بدلاً من تحميلهم أعباء ومصاريف زائدة”.
والأحد الماضي، انفجرت سيارتان مفخختان في ريف حلب، الأولى بالقرب من “المركز الثقافي” في مدينة أعزاز، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين منهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 30 آخرين بجروح متفاوتة، والثانية على حاجز قرية “أم شقيف” التابع لـ”فرقة الحمزة” في “الجيش الوطني” قرب بلدة “بزاعة” بريف مدينة الباب، وتسبب أيضاً بمقتل 6 عناصر وإصابة أربعة آخرين.