اتهمت “رشا سليم”، شقيقة الناشط السياسي اللبناني الراحل “لقمان سليم”، “حزب الله” باغتيال أخيها لأنه “كان يخيفهم بأفكاره المؤثرة في العالم”.
والخميس، عُثر على الناشط الشيعي المعارض لحزب الله، سليم، مقتولا داخل سيارته بمنطقة العدوسية جنوبي لبنان، فيما أعلن القضاء في البلاد فتح تحقيق في ملابسات عملية الاغتيال.
وقالت “رشا” في مقابلة مع “الأناضول”، إن شقيقها “قارئ ومفكر وصاحب موقف سياسي واضح وشفاف كان يجهر به على محطات التلفزة وبكل اللغات حتى تلك التي تعارض رأيه”.
وأضافت: “أخي كان يرى أن حزب الله أخذ لبنان، هذا البلد الصغير الممتد على المتوسط الذي يملك حدودا طويلة مع البحر ومع سوريا وإسرائيل، إلى منطق أكبر من منطقه الصغير”.
وأوضحت أن أخاها كان يرى أن حزب الله “لم يكتف بصدام إسرائيل بل وسعه ليصبح في سوريا واليمن والعراق وإيران وفي العالم عبر شبكات التهريب واستيراد الكبتاغون (المخدرات) وتصديره وعبر نترات الأمونيوم (الذي تسبب في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي)”.
وسليم (58 عاما) ناشط بارز وأحد أبرز المعارضين لـ”حزب الله” الموالي لإيران، الذي يتمتع بسطوة ونفوذ كبيرين جنوبي لبنان.
وكان سليم يدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق ضمن جزء من منزل عائلته في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه تحد للحزب.
وشددت “رشا”، على أن “لقمان” كان يخوض “السجال القاسي والشجاع والمتين مع أناس مسلحين لديهم صواريخ مثل ما يدعون تصل إلى ما بعد حيفا (في إسرائيل) وهو رجل أعزل ليس لديه إلا أفكاره”.
وقالت: “هم يخافونه لأن لديه هذا التأثير الكبير واسم مؤسسته (أمم) والتي يستطيع عبرها مخاطبة العالم لأنه يعرف لغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية ويسافر ولديه نشاط كثيف، كل هذا شكل خطرا عليهم لذلك قرروا قتله”.
ولفتت “رشا” إلى أنها “لا تتابع التحقيقات الجارية لأنها لا تثق بها”، وقالت: “أنا لا أريد العدالة ولا أريد الحقيقة حول تفاصيل ما حدث لأن النتيجة معروفة”.
وأوضحت: “فقط محامي العائلة يتابع مع الجهات الأمنية وأنا أهتم ببقاء لقمان حيا في هذه الحديقة (حديقة المنزل) التي أحب (هو) وهذه المنطقة التي نعيش فيها منذ قرنين ونصف من الزمن لن نغادرها”.
وقالت إن شقيقها “رجل ساحر لديه شبكة علاقات تبدأ في الضاحية الجنوبية لبيروت مع المسؤول عن الحدائق ولا تنتهي في اليابان وكوريا وإيران فهو إنسان أممي”.
ولم يتسنّ الحصول على تعقيب فوري من “حزب الله” حول ما ذكرته “رشا”، لكن الحزب أدان الخميس، في بيان، عملية اغتيال سليم، مطالبا الأجهزة القضائية والأمنية المختصة، بـ”كشف مرتكبي الجريمة ومعاقبتهم”.
وسبق أن تعرض الراحل لحملات “تخوين” عدة من قبل أنصار “حزب الله” وحليفته “حركة أمل”، حتى أنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت.
وآنذاك، أصدر سليم بيانا حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى “حزب الله” بزعامة حسن نصر الله، و”حركة أمل” برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
من جهتها، قالت والدة الراحل لقمان، الكاتبة والباحثة سلمى مرشاق، للأناضول، إن “لقمان كان لديه موهبة مختلفة عن إخوته، فهو اجتماعي أكثر منهم وهو إنسان مثقف”.
“خسرتُ صديقي”، هكذا أضافت الأم، موضحة أنه كان صديقها في قراءة الكتب وخاصة القديمة التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي كانا يبحثا عنها كما يقال باللبناني بـ”السراج والفتيلة”.
وأشارت إلى أن “الذين قتلوا لقمان لا يريدون بناء دولة بل إنهم يريدون بناء مزرعة اغتيالات”.
وقالت مرشاق: “حزني سيذهب معي إلى قبري وإن شاء الله يتم ذلك بسرعة لأنني لا أريد عيش مأساة طويلة لأنني تحطمت”.
وكشفت أنها والعائلة سيستمرون بإحياء أبحاث لقمان عبر نشرها وتسميتها “أبحاث لقمان سليم”.