أعلن اليوم عن وفاة آخر رئيس وزراء في عهد حافظ الأسد، وأول رئيس وزراء في عهد وريثه بشار الأسد.. الرجل الذي كان يقوم على خدمة وتسيير أمور بشار في حلب، قبل أن يكون للأخير أي منصب رسمي.
فتحت تأثير إصابته بفيروس كورونا، توفي “محمد مصطفى ميرو” عن عمر ناهز 80 عاما، شغل خلالها عدة مناصب في عهدي الأسد الوالد والولد، وأهمها منصب محافظ حلب، فضلا عن توليه رئاسة الوزراء مرتين متعاقبتين منذ آذار 2000 لغاية أيلول 2003.
لا بل إن “ميرو” هو رئيس الحكومة السوري الوحيد، الذي عاصر وهو في المنصب 3 “رؤساء” دفعة واحدة، وهم حافظ الأسد، ثم عبدالحليم خدام الذي استلم منصب الرئاسة بشكل صوري وقصير للغاية، ثم بشار.
ويعد “ميرو” الرجل الذي عُين في أحرج فترات نظام الأسد إبان وضع اللمسات الأخيرة على توريث البلاد والعباد، حيث تم تنصيب “ميرو” خلفا لمحمود الزعبي، الذي أشاع النظام يومها انه انتحر بعد عزله واتهامه بالفساد، بينما تتقاطع الأنباء عن قتل النظام له، بسبب تحفظه على توريث الكرسي لبشار.
وإبان توليه منصب محافظ حلب، استطاع “ميرو” أن يجمع عليه سخط الحلبيين كما لم يفعله أي محافظ قبله، حتى إن الناس استغلوا إحدى زيارات “بشار” المتعاقبة إلى حلب، لينادوا بأعلى صوتهم “يا بوحافظ شيل المحافظ”، وقد “استجاب” بشار لمطالبهم ولكن على طريقته، فنقل “ميرو” من منصب المحافظ، إلى منصب رئيس الحكومة.
ورغم عدم تسمنه “رسميا” أي منصب سياسي، فقد كان “بشار” في أواخر التسعينات يتردد على كثير من المواقع والمحافظات والمؤسسات، معطيا أوامر التعيين والخلع والترقية وغيرها، وقد كان لحلب حصة كبيرة من زياراته، حيث كان “ميرو” يسهر على خدمته فيها وتسيير كل أموره، وهو ما كافآه بشار عليه عبر نقله دفعة واحدة إلى منصب “رئيس الوزراء”.
ويتحدر “ميرو” من مدينة التل بريف دمشق، وهي نفس مدينة الأمين العام المساعد لحزب البعث “عبد الله الأحمر”، الذي “أزمن” في منصبه لمدة تقارب 46 سنة، وهو اليوم يبلغ من العمر 84 عاما.