لا تزال المصائب تتوالى في العاصمة وريفها ومعها تستمر مؤسسات النظام بالنفي أو تقليل حجمها وانعكاساتها على صحة المجتمع وخصوصاً الأطفال الذين يصر النظام على وضعهم في المواجهة من خلال التعنت وعدم إيقاف الدوام المدرسي.
وليست “كورونا” آخرها بالرغم من اعترافه بتجاوز الإصابات بمدارس البلاد حاجز الـ 1000 إصابة – وهي في الحقيقة أكثر من ذلك- سواء بين الطلبة والكادر التدريسي، ومنذ أيام بدأت إصابات التهاب الكبد الإنتاني تظهر على طلبة مدرسة “ميخائيل سمعان” في “قطنا” بريف دمشق، الأمر الذي استدعى اليوم اعتراف مدير الصحة المدرسية في ريف دمشق بأن عدد الإصابات بلغ 35 إصابة بحسب تصريحه لإذاعة المدينة اف ام.
المدير المذكور قلل من حجم الإصابات بقوله: (حالات الإصابة ضمن الحدود الطبيعية ولم تصل لمرحلة الوباء وهي نسبة قليلة مقارنة بمدرسة تعداد طلابها 3000 طالب).
وللابتعاد عن السبب الحقيقي لهذه الإصابات ألا وهو المياه الملوثة قال المدير (المدارس ليست بؤرة للمرض، والحالات تأتي من البيت وليس العكس)..وبنة استنتاجه على تحليل مياه المدرسة، ولكنه أضاف مؤكداً دور المياه في هذا التفشي: (المرض لا ينتقل عن طريق التنفس و إنما عن طريق الجهاز الهضمي والماء الملوث والغذاء الملوث).
المريب في التصريحات التي تتناقض مع النفي أن المدير عاد للقول إنه تم اتخاذ إجراءات وقائية منها: (تخصيص فريق من الصحة المدرسية للإشراف على تعقيم وتطهير المدرسة بشكل يومي و تأمين أدوات للتعقيم).
أحد أهالي مدينة “قطنا” قال لـ”زمان الوصل” حول الإجراءات المتبعة في مدارس المدينة: (واقع مدارس قطنا لا يختلف عن بقية مدارس ريف دمشق فلا يوجد أي نوع من أنواع العناية الصحية والمياه يتم تعبئتها بواسطة الصهاريج التي تعتمد على الآبار أو بقايا مياه الأنهار الملوثة).
مواطن آخر تمنى أن توقف التربية دوام الأطفال في المدارس لأنها بؤرة لأمراض كثيرة أخطرها كورونا: (الإصابات تنتشر في أغلب المدارس وحالات (الكريب) ارتفعت مع الشتاء، حيث لا وسائل تدفئة في المدارس لأن المازوت غير متوفر، والإجراءات المتبعة هو إرسال الطالب المريض إلى البيت ولا يتم فحصه نهائياً، كما أن أدوات التعقيم غير متوفرة وتصريحات المسؤولين كاذبة).
الوباء يتفشى ليس في المدارس فحسب بل في البيوت حيث توجد مئات الاصابات، والسبب هو تلوث مياه نبع (رأس النبع) الذي يغذي المدينة).
الأهالي يخشون من تكرار حوادث سابقة نتيجة تلوث النبع بمياه الصرف الصحي التي تتسرب من الحفر الفنية في الأحياء المخالفة.
يقول وجدي من أهالي المدنية لـ”زمان الوصل”: (في عام 2007 أدى تسرب الصرف الصحي من حي الباسل إلى تلوث مياه رأس النبع، وأصيب الآلاف في المدينة بالتهاب الكبد الوبائي، وحاول حينها مسؤولو الصحة إخفاء الحقيقة كون أهالي الحي المذكور من العساكر والمدنيين الموالين للنظام).