وصف وزير سوري سابق التصريحات الأخيرة التي صدرت عن رأس الدبلوماسية الأسدية، فيصل مقداد، بأنها ناجمة عن الحمى والهذيان، مستنكرا خوض “مقداد” في قضايا اقتصادية لا يفقه بها، وكأن الأمر لدى وزير الخارجية الجديد، ليس سوى مزاد في سوق الهال.
هذا ملخص ما كتبه الدكتور “نور الدين منى” وزير الزراعة الأسبق بين عامي 2001 و2003، والرجل الحائز على دكتوراة في الاقتصاد الزراعي من الولايات المتحدة، الذي تساءل في منشور أدرجه على صفحته الشخصية قبل ساعات عن “الذي يدفع وزير الخارجية السوري إلى التصريح بقضايا اقتصادية لا يجيد الدخول فيها”.
وعقب “منى”: “إذا كان الوضع الاقتصادي والمعيشي مع بداية العام الحالي أفضل بـ50 مرة؛ استناداً لكلام المستشارة الخاصة (بثينة شعبان)، والآن؛ وزير الخارجية يقول أنه أفضل بعشرات المرات من دول.. كأنه صاغ نفس العبارة بطريقة مختلفة: 5 عشرات يساوي 50 مرة!!”.
“منى” الذي سبق أن شغل منصبا مرموقا في منظمة الأغذية والزراعة الأممية (فاو) لمدة 10 سنوات، تساءل بسخرية:” هل نتوقع مزادا علنيا قريبا بين مسؤولين آخرين، أن يتحفونا من مزاد سوق الهال أو سوق توزيع السلال والمعونات الغذائية.. أو مسؤول يقف أمام طوابير الخبز ويقول لنا أن الوضع السوري المعيشي أفضل بـ 100 لـ150 مرة مما سبق”.
واستهجن “منى” استباحة مسؤولي النظام السياسيين لمختلف القضايا وتحدثهم عنها وبها وكأنهم “خبراء”، مستعرضا بعض فضائح وزراء الأسد: “وزير في مجال ما؛ يستخدم مصطلح الأمن الغذائي؛ والاكتفاء الذاتي؛ ومصطلح الجوع ويخلطه مع المجاعة، وهو لا يعرف المعاني التنموية والاقتصادية والسياسية لهذه المصطلحات. وآخر يستخدم مؤشرات اقتصادية، وهو لا يعرف هذه المؤشرات، ولا هو مؤهل للدفاع عنها”.
ورأى “منى” في ختام كلامه أن الحديث عن الوضع المعيشي ربما بات يمثل عامل إغراء وإغواء للمسؤولين من أجل تسليط مزيد من الأضواء عليهم.
وأواخر الشهر الماضي، عين بشار الأسد “فيصل مقداد” وزيرا للخارجية بعد وفاة الوزير “وليد المعلم”، ومن يومها و”مقداد” يطلق التصريحات التي تشبه القنابل الصوتية، تارة بدعوته الأمريكان للانسحاب من سوريا بـ”كرامتهم”، قائلا: “إذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تنسحب بشرف وكرامة من سوريا، فالطريق مفتوح أمامها والآن، وعليها ألا تتأخر في ذلك، لأن المقاومة الشعبية في الشمال الشرقي موجودة”، وأخرى مع تصريحه الذي يدعي أن وضع سوريا الاقتصادي أفضل بعشرات المرات من دول أخرى، تدعمها الولايات المتحدة، وثالثة مع دعوته لتجاهل قانون “قصير” للعقوبات كليا، مع إن نظامه وإعلام نظامه لا يجد من شماعة للتدهور الاقتصادي سوى الحديث عن عواقب “قيصر” وتجويع الولايات المتحدة للشعب السوري عبر هذا القانون.